الجنون عند العرب و الغرب

 الحالة التي تسمى العصبية  (الاعصاب ) عندنا و مقبولة تسمى في اللغة الانجليزية madness وتعتبر مقبولة في ثقافتنا لكنها غير مقبولة في الغرب , في حين الحالة التي لها  المعنى الحرفي للاعصاب عندهم  ( nervous ) وهذه الكلمة وكأنها العصبية لكنهم يستخدمونها في اللغة العامة للتعبير عن القلق وعدم الارتياح وهي حالة مقبولة في الغرب وطبيعية في حين انها عندنا تصنف مرض ، العجيب ان  الحالة التي مجتمعنا متعود عليها ويسميها عصبية ولها قبول لكثرتها هي غير مقبولة في الغرب وتصنف جنون ، في حين العكس ان الذين يعيشون حالة القلق ( الربشة) ( الوسوسة ) هي حالات اعتيادية في الغرب ومقبولة مجتمعيا في حين ان العرف العام لدينا يضعها تحت الامراض ، ما هو مرض عندنا عندهم حالة اعتيادية  وما عندهم حالة اعتيادية عندنا مرض .



عمق هذه المعلومة ممكن ان ينتج عنها رسالة دكتوراة في المجتمع او علم النفس لو كان العرب يثقون بانفسهم ، لكنهم اختاروا التبعية للغرب في العلم وحاولوا اسقاط الثقافة الغربية على العلم ، فثقافة المجتمع هي الي تجرم شيء وتسمح بشيء اخر.



فلو افترضنا ان سين من الناس ذهب لدراسة علم المجتمع او علم النفسي عند الغرب وجاء ليسقط المفاهيم التي تعلمها هناك على مجتمعنا... لصنف الامور المباحة في المجتمع او الطبيعية على انها امراض .... ولصنف الامراض على انها امور اعتيادية .

ويكون هذا مصداق (كالحمار يحمل اسفاره ) ، الحمدلله بعناية من الله ليس منا من تخصص في هاذين العلمين من الغرب .

حتى لا تختلط الامور لابد من معرفة طريقة كتابتي ، توجد انواع متعددة من المعاني 

المعنى اللغوي ، المعنى الاصطلاحي ، المعنى الحرفي . المعنى المجازي 

فمثلا كلمة ( القلب ) للشاعر لا يقصد بها حرفيا ذلك القلب الصنوبري الذي يضخ الدم وهنا الشاعر يستخدم المعنى المجازي وقد يكون الاصطلاحي بين الشعراء . 


لكن كلمة (القلب ) للطبيب الجراح تعني ذلك القلب الصنوبري الذي يضخ الدم وهو هنا يستخدم المعنى الحرفي.


فالكلمات المستخدمة مثل العصبية و nervous و مجنون و madness 

يقصد بها في المقالة المعنى الاصطلاحي ، اي ما اصطلح عليه الناس في المجتمع العربي ، وما اصطلح عليه الناس في المجتمع الغربي.

كثير ما يحصل لغط و سوء فهم فيما أقول ، فاحيانا اقصد المعنى الاصطلاحي ومن يجادلني يقصد المعنى الحرفي.

عموما يتضح المعنى المقصود من سياق المقالة.

نعود من جديد للتذكير بما وصلنا اليه ، ان حقيقة العصبية عندنا لا يسمونها عصبية بل يسمونها جنون ، وان حقيقة الجنون عندنا هي ما يسمونه الغرب التوتر الوسوسة وما الى ذلك .... يحتاج الكلام لتفصيل لكن ليس هذا ما ارمي اليه ربما في وقت لاحق نكتب الفرق ان وجدناه.

راودني هذا السؤال كثير ، ما هو الجنون ؟ سئلت كثير في مجتمعنا ولم اصل لنتيجة مرضية ، حيث تعريف الجنون هو فقدان العقل ... غير كافي . ما هي حقيقة الجنون ، ما هي الاشياء او الافعال التي اذا وجدت صحت تسمية الرجل مجنون. 

يأخذ العامة من الناس مثل هذه الاسئلة مأخذ المسلمات و الارتجال في الجواب... لكن لا يزال جوابه غير دقيق.

لكن السؤال هنا ، لماذا اختلفت العصبية و الجنون بيننا وبين الغرب ؟

والجواب المختصر هو ان مجتمع الاستبداد و الاستكبار ... تكون فيه حالة العصبية طبيعية فتكون مرض المجتمع واذا انتشر مرض ما في المجتمع اعطوه اسما غير منفر ، اسم يقبله المجتمع .

و الاستبداد هي مرحلة سيطرة و فرض على المجتمع تدخل حتى في النوايا و الافكار... فالذين يعايشون مثل هذه الحالة .... يتم محاكمتهم حتى على الافكار و النوايا ...

فان لم تكن حرا حتى في المكان الوحيد الذي تستطيع فيه التحليق وهو (الفكر ) ( النوايا ) .... فلابد ان ينتج عن ذلك تلك الحالة التي نسميها العصبية.

فاستبداد الفكر و النوايا يولد عصبية

واستبداد المال و الاخلاق يولد شيء اخر سنحاول معرفته من خلال مراقبة الاحداث...

ونذكر ان امراض المجتمع هي امراض كامراض الجسد 

لها مسببباتها ولها علاجها

Post a Comment

0 Comments